Wednesday 20 November 2013

دعاء الخضر عليه السلام

* بسم الله ما شاء الله لا يسوقُ الخير إلا الله.

* بسم الله ما شاء الله لا يصرف السوءَ إلا الله.

* بسم الله ما شاء الله ما كانَ من نعمةٍ فمن الله.

* بسم الله ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. [يقال ثلاث مرات].

فائدة: دعاء الخضر عليه السلام ينفع بإذن الله لتيسير الرزق وللحفظ من المكروه، قال ابن عباس رضي الله عنه: "من قالهنَّ حين يُصبح وحين يمسي ثلاث مرات ءامنه الله من الغرق والحرق والسرق ومن الشياطين والحية والعقرب".
ِ
((بسم الله ما شاء الله و لا قوة إلا بالله . ما شاء الله كل نعمة من الله . ما شاء الله الخير كله بيد الله . ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله)). {من قالها ثلاث مرات إذا أصبح أمن الحرق و السرق و الغرق إن شاء الله}

استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه

حركة الإعراب هي الفتح بلا شك ، فتقول:
¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯
«أستغفرُ اللّـهَ الذي لا إلهَ إلا هُوَ الحيَّ القيومَ و أتوبُ إليه».

أما إعراب لفظتي "الحي" و "القيوم" بالتحديد فلست متأكداً تماماً ، لكن الظاهر و الله أعلم أنهما تعربان بدلاً من اسم الجلالة "الله" و الذي يعرب في الجملة المذكورة مفعولاً به منصوباً.

و ربما تعرب كل منهما على أنها نعتاً ، لكن  على أية حال هذا لن يغير من حركة إعرابهما شيئاً ففي كلتا الحالتين سواءً كان إعرابهما بدلاً أو نعتاً فهما منصوبتان.

I'RAB AYAT AL KURSI

إعراب آية الكرسي كاملة ، إن شاء الله نستفيد منه جميعا ..

"الله لا اله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات و ما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات و الأرض و لا يؤده حفظهما و هو العلي العظيم" (البقرة 255)

الإعراب :

الله : اسم الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .
لا : نافية للجنس .
اله : اسم "لا" النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب و الخبر محذوف تقديره "موجود" .
إلا : حرف استثناء .
هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل ، و جملة "لا....." في محل رفع خبر .
الحي : خبر ثان للمبتدإ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .
القيوم : خبر ثالث للمبتدإ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .
لا : حرف نفي .
تأخذه : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، و الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
سنة : فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة .
و : حرف عطف .
لا : حرف نفي .
نوم : معطوف مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة .
له : جار و مجرور و شبه الجملة في محل رفع خبر مقدم .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر .
في : حرف جر .
السماوات : اسم مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة ، و شبه الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
و : حرف عطف .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع معطوف .
في : حرف جر .
الأرض :اسم مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة ، و شبه الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
ذا : اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع خبر .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل .
يشفع : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، و الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
عنده : ظرف مكان منصوب و علامة نصبه الضمة الظاهرة ، و الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .
إلا : حرف استثناء .
بإذنه : جار و مجرور ، و الهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه .
يعلم : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هو .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
بين : ظرف مكان منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة .
أيديهم : مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسلرة المقدرة ، و هم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، و شبه الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
و : حرف عطف .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف .
خلفهم : ظرف مكان منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة ، و هم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، و شبه الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
و : حرف استئناف .
لا : حرف نفي .
يحيطون : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه ثبوت النون اأنه من الأفعال الخمسة ، و واو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
بشيء : جار و مجرور .
من : حرف جر .
علمه : اسم مجرور و علامة جره الكسرة و الهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه .
إلا : حرف استثناء .
بما : الباء حرف جر ، و ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر اسم مجرور .
شاء : فعل ماض مبني على الفتح ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، و الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
وسع : فعل ماض مبني على الفتح .
كرسيه : فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة ، و الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .
السموات : مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم .
و : حرف عطف .
الأرض : معطوف منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة .
و : حرف عطف .
لا : حرف نفي .
يؤده : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة ، و الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
حفظهما : فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة ، و هما ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
و : حرف استثناء .
هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
العلي : خبرالمبتدإ مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة .
العظيم : خبر ثان للمبتدإ مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة .

Monday 18 November 2013

QAMUS ENGLISH-ARABIC-ENGLISH ONLINE

SYUKRAN LILLAH.. kerana telah ditemukan dengan program/kamus yg amat baik utk semua orang .. terutamanya penuntut ilmu...

mari kita gunakan semaksimanya...

http://www.searchtruth.com/dictionary/arabic_english_dictionary.php


الفاعل AL FAAI'L

الفاعل 
     الفاعل: اسم مرفوعٌ، يُسنَد إليه فعلٌ، أوشبهُه(1) نحو قولك: [سافر خالدٌ]؛ وقد يكون مصدراً مؤوّلاً، نحو قولك: [سرّني أن تنجح = سرني نجاحُك]. والأصل أن يتقدم الفاعل على المفعول به، ولكن يجوز العكس. وسياق الكلام يزيل اللبس.
                ¨  مطابقة الفعل للفاعل تذكيراً وتأنيثاً:
     - يُذكّر الفعل وجوباً إذا كان فاعلُه مذكّراً. مفرداً كان، أو مثنى، أو جمع مذكر    سالماً(2) مثال ذلك: [قصَفَ الرعدُ - سقط الجداران - سافر المعلمون].
     - يؤنّث الفعل وجوباً في حالتين فقط:
     الحالة الأولى: أن يكون فاعله حقيقي التأنيث(3)، غير مفصول عنه، مفرداً كان، أو مثنى، أو جمعاً سالماً(2) نحو: [سافرت الطالبة - سافرت الطالبتان - سافرت الطالبات].      
    الحالة الثانية: أن يتقدّم عليه فاعلُه المؤنث، مفرداً كان، أو مثنى، أو جمعاً(4): مثال ذلك: [الشمس طلعت - زينب سافرت - الطالبتان سافرتا وتسافران - الطالبات سافرت وسافرن وتسافر ويسافرن - والجِمال سارت وسرن وتسير ويسرن](5).
     · أما في غير هذه الحالات الثلاث: (أي: حالة وجوب التذكير إذا كان الفاعل مذكراً، وحالَتَيْ وجوب التأنيث إذا كان الفاعل حقيقي التأنيث غير مفصول عن فعله. أو مؤنثاً مطلقاً متقدماً على فعله)، فيجوز التذكير والتأنيث، والمرء بالخيار.
     مسألة عظيمة الخطر: تقول مدرسة الكوفة: يجوز أن يتقدّم الفاعل على فعله، ففي نحو: [خالدٌ سافر]، يجيزون أن يُعرب [خالدٌ] فاعلاً مقدّماً. وأما مدرسة البصرة فتقول: بل [خالدٌ] في المثال إعرابه: [مبتدأ] ولا يجوز إعرابه فاعلاً. (انظر التفصيل في بحث: جزم الفعل المضارع). 
*        *        *
نماذج فصيحة من استعمال الفاعل
   ·   ]حتى توارتْ بالحجاب[ (ص 38/32)
     أي توارت الشمس، فـ [الشمس] هي الفاعل، وإنما حُذِفت-وإنْ لم يسبق لها ذكر-لأن السياق دلّ عليها. وليس مثلُ هذا الحذف مقصوراً على الفاعل، بل هو عامّ، حين يُعرف المحذوف ويَدلّ عليه دليل. وقد أبَّد ذلك ابن مالك في بيتٍ خالد، إذ قال:
وحذفُ ما يُعلَمُ جائزٌ كما           تقول: [زيدٌ]، بعدَ [مَن عندكما]
     ومِن هذا أيضاً، قول بشّار (الديوان 4/184):
إذا ما غضبْنا غضْبةً مضريَّةً      هتكنا حجاب الشمس أو تقطرَ الدما
     أي: تقطر السيوف دماً، وقد حذف [السيوف] وهي فاعل، إذ دلّ عليها السياق.
   ·   ]ومن الناس والدوابّ والأنعام مختلفٌ ألوانُه كذلك[ (فاطر 35/28)
     من المقرر أن ما يشبه الفعل: كالصفة المشبهة واسم الفعل واسم الفاعل... يَرفعُ فاعلاً، كما يَرفَع الفعلُ فاعلاً. فأما ما يشبه الفعل هنا، فهو [مختلفٌ] فإنه اسم فاعل مِن [اختلف]، وأما فاعله فهو: [ألوانُه].
   ·   ]وإنْ أحدٌ من المشركين استجارك فأَجِرْهُ حتى يسمع كلام الله[ (التوبة 9/6)
     [أحدٌ]: فاعل مقدّم لفعل: [استجار] - في مذهب الكوفة، إذ تجيز إعراب الفاعل فاعلاً، سواء أتقدم على فعله أم تأخر عنه - وأما في مذهب البصرة، التي تمنع دخول أدوات الشرط على الأسماء وتمنع تقدم الفاعل على فعله، فإنّ [أحدٌ] فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور، أي: [وإن استجارك أحدٌ استجارك فأجره].
   ·   ومِن نحو هذا قولُ السموءل:
إذا سيّدٌ منّا خلا قام سيّدٌ         قؤولٌ لما قال الكرامُ فعولُ
     وفيه أنّ [سيّدٌ] في مذهب الكوفة، يجوز أن يُعرَب فاعلاً مقدّماً على فعله [خلا]، وفي مذهب البصرة أنه فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل [خلا] المذكور، أي: إذا خلا سيد منا خلا.
   ·   ومثل ذلك طِبقاً، قولُ تأبط شراً (الديوان /86):
إذا المرءُ لم يَحْتَلْ وقد جَدَّ جِدُّهُ           أضاع وقاسى أمرَهُ وهو مُدْبِرُ    
     فقد تقدّم الفاعل: [المرءُ]، على فعله: [لم يَحْتَلْ]، فيجوز أن يُعرَب فاعلاً، عند الكوفيين. على حين هو - عند البصريين - فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل [لم يَحْتَلْ] المذكور، أي: إذا لم يحتل المرء لم يحتل.
   ·   ]فمن جاءه موعظةٌ من ربه[ (البقرة 2/275)
     لا مطابقة هنا في الآية، بين الفعل وفاعلِه. فالفعل: [جاء] مذكر، وفاعله: [موعظةٌ] مؤنث. وذلك جائز، لأن المطابقة - إذا كان الفاعل مؤنثاً - إنما تكون واجبةً في حالتين:
     الأولى أن يتقدّم الفاعل المؤنث على فعله. وهذا غير متحقّق في الآية. فـ [موعظة] فاعل مؤنث، ولكنه لم يتقدّم على فعله.
     والثانية أن يكون الفاعل حقيقي التأنيث، غير مفصول عن فعله. وهذا أيضاً لم يتحقق في الآية. فـ [موعظة] مؤنث غير حقيقي. فضلاً عن أنه مفصول عن فعله بالهاء. ولو لم يكن الكلام قرآناً لجاز أيضاً أن يقال: [فمن جاءته موعظةٌ من ربه].
   ·   ]وأخذ الذين ظلموا الصيحةُ[ (هود 11/67) 
     الشأن في الآية هنا، كالشأن في الآية السابقة، فالفعل: [أخذ] مذكر، وفاعله: [الصيحةُ] مؤنث. فلا مطابقة إذاً بينهما، وذلك جائز، لأنّ المطابقة إنما تكون واجبةً في حالتين هما: أن يتقدّم الفاعل المؤنث على فعله، أو أن يكون حقيقي التأنيث، غير مفصول عن فعله. والآيةلم يتحقق فيها أيّ منهما، فجاز التذكير والتأنيث. ودليل ذلك وبرهانه، قولُه تعالى من السورة نفسها: ]وأخذت الذين ظلموا الصيحةُ[ (هود11/94) فقد وَرَدَ الفعل هنا مؤنثاً، إذ لم يتحقق أيّ من شرطَي الوجوب المذكورين آنفاً.
   ·   ]إذا جاءك المؤمنات يبايعنك[ (الممتحنة 60/12)
     [جاء]: فعل مذكر، و [المؤمنات]: فاعلٌ مؤنث، حقيقي التأنيث، ولم يتطابقا. لأنّ المطابقة لا تكون واجبة، إلا في الحالتين اللتين ذكرناهما آنفاً، وهما: أن يتقدّم الفاعل المؤنث على فعله، أو يكون حقيقي التأنيث، غير مفصول عن فعله. والآية لم يتحقق فيها أيّ منهما، فالفاعل لم يتقدّم على فعله، ثمّ إنه - وإن تأخّر عن الفعل وكان حقيقي التأنيث - قد فصل بينهما فاصل هو كاف الضمير في [جاءك]. وعلى ذلك جاز التذكير والتأنيث. ولولم يكن الكلام قرآناً، لجاز أن يقال أيضاً: [إذا جاءتك المؤمنات].
   ·   قال الشاعر:
إنّ امرأً غرَّهُ منكنَّ واحدةٌ         بَعْدي وبعدكِ في الدنيا لَمَغْرورُ
     [واحدة] (أي امرأة واحدة)، فاعلٌ حقيقي التأنيث، لكنْ فُصِل بينه وبين فعله بهاء الضمير، فضلاً على الجارّ والمجرور: [منكنّ]، فكانت المطابقة غير واجبة، وجاز التأنيث والتذكير. ولولا أن ينكسر الوزن لجاز أن يقول الشاعر أيضاً: [غرته منكن واحدة].
   ·   ]آمنتْ به بنو إسرائيل[ (يونس 10/90)
     من المقرّر أنّ الفعل يُذكَّر وجوباً في حالة واحدة فقط. هي أن يكون الفاعل مذكراً، مفرداً كان أو مثنى، أو جمع مذكر سالماً - تحديداً دون غيره من الجموع - ولما كان الفاعل في الآية وهو: [بنو] ملحقاً بالمذكر السالم، وليس مذكراً سالماً، انتفى وجوب التذكير، وجاز الوجهان: التذكير والتأنيث. ولو لم يكن الكلام قرآناً، لجاز أن يقال أيضاً: [آمن به بنو إسرائيل].
   ·   قال النابغة الذبياني (الديوان /82):
قالت بنو عامرٍ: خالُوا بني أسدٍ        يا بؤسَ لِلجَهلِ ضرّاراً لأقوامِ
     (خالوا بني أسدٍ: أي اقطعوا حلفهم).
     تقدّم في الآية آنفاً: أنّ الفعل يُذكَّر وجوباً في حالة واحدة فقط. هي أن يكون الفاعل مذكراً، مفرداً كان أو مثنى، أو جمع مذكر سالماً - تحديداً دون غيره من الجموع - ولما كان الفاعل في البيت، وهو: [بنو]، ملحقاً بالمذكر السالم، وليس مذكراً سالماً، انتفى وجوب التذكير، وجاز الوجهان: التذكير والتأنيث. وعلى ذلك جاز في البيت، [قالت بنو عامر]، ويجوز للشاعر - لو أراد - أن يقول: [قال بنو عامر].
   ·   قال عَبْدَة بن الطبيب:
فبكى بناتي شجوهنّ وزوجتي       والظاعنون إليَّ ثمّ تصدّعوا
     لا مطابقة في البيت، بين الفعل وفاعله، فالفعل: [بكى] مذكر، وفاعله: [بناتي] مؤنث.
     ولقد جاز ذلك، لأن المطابقة إنما تجب في حالتين إحداهما: أن يكون الفاعل حقيقي التأنيث، غير مفصول عن فعله، مفرداً كان أو مثنى أو جمع مؤنث سالماً.
     ولما كان الفاعل: [بناتي] ليس جمع مؤنث سالماً انتفى وجوب التأنيث وجاز الوجهان: التأنيث والتذكير. ولو قال الشاعر: [بكت بناتي] لجاز ذلك.
   ·   ]كذّبتْ قومُ نوحٍ المرسلين[ (الشعراء 26/105)
     لا مطابقة في الآية، فالفعل مؤنث: [كذبت]، والفاعل مذكر: [قوم]. وقد جاز ذلك لأن وجوب التذكير لم يتحقق شرطه، وهو: أن يكون الفاعل مذكراً، مفرداً كان أو مثنى أو جمع مذكر سالماً - تحديداً دون غيره من الجموع - ولما كان الفاعل: [قوم] ليس جمع مذكر سالماً - وإنْ دلّ على كثير - انتفى وجوب التذكير، وجاز الوجهان: التأنيث والتذكير. ومنه أنْ جاء التذكير في قوله تعالى: ]وكَذّب به قومُك وهو الحقّ[ (الأنعام 6/66)
   ·   ]إذ قالت امرأة عمران[ (آل عمران 3/35)
     الفعل في الآية مؤنث: [قالت]، وفاعله أيضاً مؤنثٌ: [امرأة]، فالمطابقة إذاً متحققة، وهي مطابقة واجبة قولاً واحداً. وذلك أنّ الفاعل متى كان اسماً حقيقي التأنيث غير مفصول عن فعله، كان تأنيث فعله واجباً. ولقد تحقق ذلك في الآية: فـ [امرأة] فاعل حقيقي التأنيث، لا يفصله فاصل عن فعله: [قالت]، ومن هنا كانت المطابقة واجبة.

Sunday 17 November 2013

الحال HAL



الحال(1)
     الحال: اسم نكرة، فَضْلة(2) منصوب. يبيّن هيئة صاحبه. نحو: [سافر خالدٌ حزيناً]    و[جاء زهيرٌ ثعلباً. (أي: مراوغاً)](3).
     أحكام ستّة:
     1- تتعدّد الحال وصاحبها واحد، نحو: [جاء خالدٌ مسرعاً باسماً]. وتتعدّد ويتعدّد صاحبها، فتكون القريبة للقريب والبعيدة للبعيد، نحو: [لقي خالدٌ زهيراً مُصعِداً مُنحدِراً]. فـ [منحدراً] حال من [خالدٌ]، و[مصعداً] حال من [زهيراً].
     2- تتأخر الحال عن الفعل وشبهه(4) وتتقدّم عليهما، نحو: [جاء خالدٌ راكباً، فسرّني رجوعه منتصراً] و[راكباً جاء خالدٌ، فسرّني منتصراً رجوعه].
     3- تتأخّر الحال عن صاحبها، وتتقدّم عليه، نحو: [سافر زهيرٌ مُعْجَلاً] و[سافر مُعْجَلاً زهيرٌ].
     4- يكون صاحب الحال معرفةً ونكرة، نحو: [جاء عليٌّ مستعجلاً]. و: [جاء ضيفٌ مستعجلاً].
     5- إذا تقدّمت صفةٌ نكرة على موصوفها، انقلبت إلى حال. نحو: [لِزيدٍ ممزَّقاً كتابٌ]. والأصل قبل التقديم: [لِزيدٍ كتابٌ ممزَّقٌ].
     6- قد تأتي الحال مستقلّةً بنفسها، بدون فعل، فتقترن:
     إمّا بالفاء: إذا أردتَ الدلالة على تدرّج في نقص أو زيادة، نحو فصاعداً، فنازلاً، فأكثر، فأقلّ، فأطول، فأقصر... تقول مثلاً: [يباع الكتاب بدينار فصاعداً] و[أستريح ساعةً فأكثر].
     وإمّا بهمزة: للدلالة على استفهام توبيخيّ، نحو: [أقاعداً وقد سار الناس؟!].
الحال الجملة
     قد تكون الجملة حالاً(5)، وذلك إذا وقعت موقع الحال. نحو: [جاء خالدٌ يضحك = جاء ضاحكاً]. ويربطها بصاحب الحال عند ذلك وجوباً، ضميرٌ أو واو؛ وقد يجتمع الرابطان.
     فمن مجيء الرابط ضميراً: [سافر خالدٌ محفظتُه بيده] (الضمير المتصل، أي الهاء، مِن محفظته هو الرابط).
     ومن مجيئه واواً: [سافرت والشمسُ طالعةٌ](6).
     ومن اجتماع الرابطَين: [أَقْبَل زهيرٌ ويدُه على رأسه].

 

     أحكام واو الحال:
     قاعدة كليّة: [إذا خَلَت الجملةُ من ضميرٍ يربطها بصاحب الحال، وجبت الواو]، نحو: [سافر زهير و الشمس مشرقة].
     1- أحكامها مع الجملة الاسمية:
                ¨  تجب الواو قبل الجملة الاسمية، إذا خَلَتْ من ضميرٍ يربطها بصاحب الحال (القاعدة الكلية). وتجب أيضاً إذا كان صدر الجملة ضميراً منفصلاً، نحو: [جاء زهيرٌ وهو يضحك]. ويجوز الوجهان بعد [إلاّ]، نحو: [ما جاء إلاّ وبيده كتاب = إلاّ بيده كتاب].
     2- أحكامها مع الجملة الماضوية:
                ¨  تجب الواو - وتلزمها [قد] - قبل الجملة الماضوية، غير المشتملة على ضمير صاحب الحال(7). وتمتنع إذا كان بعد الماضوية [أو]، نحو: [اُنصرْ أخاك جارَ أو عَدَلَ].
                ¨  ويجوز مجيئها وعدمُه، قبل الجملة الماضوية في ما يلي:
  - إذا كان في الجملة ضمير رابط، نحو: [زارني زيدٌ وما قال كلمةً = زارني ما قال كلمةً]، ونحو: [هذه كتبنا وقد أعيدَت إلينا = هذه كتبنا أعيدَت إلينا].
     - أو سبقتها [إلاّ]، نحو: [ما زارنا زيدٌ إلاّ وكان مستعجلاً = إلاّ كان مستعجلاً].

     3- أحكامها مع الجملة المضارعية:
                ¨  تجب الواو مع الجملة المضارعية، إذا خلت من ضمير يربطها بصاحب الحال (القاعدة الكلية)، وسبقتها [لم]، نحو: [جاء زهيرٌ ولم تطلع الشمس]. فإن وجد ضمير رابط، جاز الوجهان، نحو: [زارنا خالدٌ ولم يتأخر = زارنا لم يتأخر].
                ¨  كما تجب الواو مع الجملة المضارعية المقترنة بـ [قد]، نحو: [نجح زهيرٌ وقد ينجح المجتهد].
                ¨  وتمتنع قبل الفعل المضارع المثبت، نحو: [جاء زهيرٌ يسعى]، والمنفي بـ [ما] أو [لا]، نحو: [عرفتك ما تحبّ التهاون] فـ [ما لك لا تجدّ](8).
     4-  حكمها مع [لَمّا]:
     قال ابن مالك عن المضارع المسبوق بـ [لمّا]: "لم أجده إلاّ بالواو"(9). فقلْ إذاً: [حضر خالدٌ ولمّا أَرَه].

صيغٌ وتراكيبُ حاليّة:
     في اللغة صيغ لا تكاد تتغير، تُستعمل كأنها الرواسم، وتُعرب حالاً. دونك أهمّها، مع شيء من التعليق لمزيد إيضاح. مِن هذا قولهم مثلاً:
   ·   سلّمته الكتابَ (يداً بيد): يلاحظ هاهنا اشتراك جانبين.
   ·   جاء خالدٌ (وحدَه): الحال هنا معرفة، (تَعَرّفَت بإضافتها إلى معرفة هي: هاء الضمير) ومجيء الحال معرفةً، قليل في كلامهم.
   ·   رجع (عودَه على بدئه): الحال هنا معرفة أيضاً، والشأن فيها كالشأن في [جاء وحدَه]، فلا نعيد.
   ·   اُدخلُوا (واحداً واحداً): و[اثنين اثنين، وثلاثةً ثلاثةً...] و[تمر السنون شهراً شهراً، وتنقضي الشهور أسبوعاً أسبوعاً، وتنصرم الأسابيع يوماً يوماً...]، ومنه: [قرأت الكتاب باباً باباً] إلخ... والحال في كل ذلك نكرة - على المنهاج - ولكنها قد تكون معرفة، كقولهم: [اُدخلوا الأولَ فالأول]. وهاهنا مسألتان: الأولى: مايلاحظ من الترتيب في كل ذلك. والثانية أنّ العطف [بالفاء وثمّ] واردٌ في كلّ ذلك، أي: واحداً فواحداً، أو واحداً ثمّ واحداً.
   ·   أمّا (عِلْماً) فعالِمٌ: ومثله: أمّا شجاعةً فشجاعٌ... وذلك في وصفك مَن تعلم فيه ذلك.
   ·  تفرّقوا (شذَرَ مذَرَ): أي: مشتَّتين. والكلمتان مركّبتان تركيباً مزجياً.
   ·   زهيرٌ جاري (بيتَ بيتَ): أي: ملاصقاً. والكلمتان مركّبتان تركيباً مزجياً.
   ·  ذهبوا (أياديَ سَبَأ): أي: مشتَّتين.
   ·   حاوِل النجاح (جهْدَك): أي: جاهداً.
   ·   اُدرس (طاقتَك): أي: مطيقاً، يعني: باذلاً طاقتك.
   ·   لقيته (وجهاً لوجه): أي: متقابلَين.
   ·   كلّمته (فاهُ إلى فيّ): أي: فمه إلى فمي، مشافهةً، وفيه معنى الاشتراك.
   ·   بعنا الزيت (رطلاً بدينار): يكثر استعمال هذه الصيغة في البيع والشراء، لما فيها من الدلالة على سعر.
   ·   كافّةً، وقاطبةً، وطُرّاً: كلمات ثلاث، لا تكاد تُستعمل إلاّ [حالاً].

وظائف الحال المعنوية:
     للحال وظائف معنوية نوردها فيما يلي:
آ- قد تأتي للتبيين، وهي التي لا يُستفاد معناها إلاّ بذكرها نحو: [جاء زهيرٌ ماشياً]. ويسمّونها: [الحال المؤسسة].
ب- أو تأتي لتوكيد عاملها، نحو: ]فتبسّم ضاحكاً[. أو توكيد مضمون الجملة قبلها نحو: [هو الحقّ واضحاً]. ويسمّونها: [المؤكدة].
ج- وقد تأتي توطئةً لصفةٍ بعدها نحو: ]إنّا أنزلناه قرآناً عربياً[. ويسمّونها [الموطّئة].
د- وقد تأتي لتبيين هيئةِ ما يتعلّق بصاحبها، نحو: [جاء سعيدٌ ممزّقاً قميصه]. ويسمّونها [السببية].
     ملاحظة: في كتب الصناعة أنّ الحال تكون شبه جملة. ولم نعرض لهذا هنا، إذ عالجنا مسألة التعليق بالمحذوف، في بحث [التعليق = الربط]. وقد يكون مفيداً الاطّلاعُ على ذلك في موضعه.
*        *        *
نماذج فصيحة من استعمال الحال
   ·    [صلّى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم قاعداً، وصلّى وراءه رجالٌ قياماً]. (حديث شريف)
     [قياماً]: حال، صاحبها: [رجالٌ]، وهو نكرة. وهذا شاهدٌ لا يُدحَض، على أنّ ذلك في العربية أصلٌ صحيح. ولقد وقف سيبويه عند هذه المسألة، فأجازها جوازاً مطلقاً بغير قيد.
   ·   ومن مجيء صاحب الحال نكرة، قولُ قطريّ ابن الفجاءة:
لا يَركَنَنْ أحَدٌ إلى الإحجامِ       يومَ الوغى متخوِّفاً لِحِمامِ
     [متخوِّفاً]: حال، صاحبها: [أحَدٌ]، وهو نكرة.
   ·   ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: ]وما أهلكنا من قريةٍ إلاّ ولها كتابٌ معلوم[        (الحجر 15/4)
     جملة: [ولها كتاب] حالية، صاحبها نكرة، وهو: [قرية]. وفي الآية مسألة أخرى هي أنّ [لها كتابٌ معلوم] جملة اسمية، سبقتها [إلاّ]. ومتى سُبِقَت الاسمية بـ [إلاّ] جاز بعدها مجيء واو الحال - كما في الآية - وجاز عدم مجيئها، نحو: ]وما أهلكنا من قرية إلاّ لها منذرون[ (الشعراء 26/208) فجملة: [لها منذرون] حالية، لم تسبقها واو الحال بعد [إلاّ]، وذلك جائز على المنهاج.
   ·   قال طرفة بن العبد (الديوان /88):
فسقى ديارك غيرَ مفسِدِها            صوبُ الغمامِ وديمةٌ تَهْمِي
     [غيرَ]: حال تقدَّمت على صاحبها وهو [صوبُ]. وتقدُّمُها هذا، على المنهاج، إذ الحال تتقدّم على صاحبها وتتأخّر عنه.
   ·   قال كثيّر عزة (الديوان /522):
لئن كان برْدُ الماء هيمانَ صادياً       إليَّ حبيباً، إنها لَحبيبُ
     [هيمانَ صادياً] حالان، تقدَّمتا على صاحبهما وهو الياء [الضمير المجرور بـ (إلى)]. إذ الأصل قبل التقديم: [لئن كان بردُ الماء حبيباً إليَّ - هيمانَ صادياً - إنها لحبيب]. وفي البيت مسألتان: الأولى تعدُّدُ الحال وصاحبها واحد، والثانية تقدّمُها عليه. وذلك جائز بغير قيد.
   ·   قال كثيّر عزة (الديوان /506):
لِميّةَ موحشاً طلَلُ         يلوح كأنه خِلَل
     (شبّه آثار منْزلها، بخِلَل السيوف، أي: وشْي أغمادها).
     كان الأصل أن يقول: [لِمَيّةَ طللٌ موحشٌ]، فتكون كلمة [موحشٌ] صفةً لـ [طلَلٌ]. ولكنه عكس الترتيب فقدّمَ الصفة على الموصوف. والقاعدة: أنّ الصفة النكرة، إذا قُدِّمت على موصوفها نُصِبت على الحال، وهو ما قاله الشاعر.
   ·   ومثله في تقديم الصفة النكرة على موصوفها، ونصبها على الحال، قولُ عمرو ابن أسد الفقعسيّ (الخزانة 3/30):
فهلاّ أَعَدُّوني لمثليْ - تفاقَدوا -       وفي الأرض مبثوثاً شجاعٌ وعقربُ 
     (الشجاع: الخبيث من الحيّات. دعا عليهم بأن يفقد بعضُهم بعضاً، إذ لم يجعلوه عُدَّةً لقتالِ مَن كان مثلَه من أبطال أعدائهم).
     كان الأصل أن يصف الشاعر الحيّات بأنها مبثوثة، ولكنه قدَّمَ الصفة النكرة: [مبثوث]، على الموصوف: [شجاع]، فنُصِبَت على الحال، فقال: [وفي الأرض مبثوثاً شجاعٌ].
   ·   قال الشاعر (أوضح المسالك 2/89):
تسلّيتُ طُرّاً عنكمُ بعدَ بينِكُمْ       بذكراكمُ حتى كأنكمُ عندي
     [طُرّاً]: كلمة لا تكاد تستعمل في اللغة إلاّ [حالاً]. وقد تقدّمتْ في البيت على صاحبها، وهو الضمير [كم] المجرور بـ [عن]، وكان الكلام قبل هذا التقديم: [تسلّيت عنكم طُرّاً]. والحال تتقدّم على صاحبها بغير قيد.
    ·   قال امرؤ القيس (الديوان /14):
خرجتُ بها أمشي تجُرُّ وراءنا        على أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
     (المِرط: كساء من خزّ أو صوف. والمرحّل: المخطّط).
     قد تتعدّد الحال ويتعدّد صاحبها. وقد تحقق ذلك في البيت. وبيان ذلك أن جملة [أمشي] حال من ضميرالفاعل، وهو التاء مِنْ [خرجتُ]. وجملة [تجرّ] حال من الضمير [ها] المجرور بالباء. وهكذا تعدّدت هي وتعدّد صاحبها. والقاعدة في هذا أن تكون الحال الأولى للاسم الثاني، والحال الثانية للاسم الأول (الحال القريبة للقريب والبعيدة للبعيد). ولكنّ الشاعر لم يجرِ على هذا، بل أتى بالحالين على ترتيب صاحبيهما، لقيام قرينة تمنع اللبس، وهي التذكير في الأول، والتأنيث في الثاني.
   ·   ]لِمَ تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم[ (الصفّ 61/5)
     [وقد تعلمون]: الجملة مضارعية، والمضارعية إذا اقترنت بـ [قد] وجبت الواو قبلها. وقد تحقق ذلك في الآية.
   ·   قال الشاعر:
إنّ الكريم لَيُخْفي عنك عُسرَتَهُ         حتى تراهُ غنيّاً، وهو مجهودُ
     لا بدّ لكل جملة حالية، من رابط يربطها بصاحب الحال، وإلاّ انقطعت الصلة بينهما. وقد يكون الرابط ضميراً، أويكون واو الحال. وقد يجتمع الرابطان معاً. وهو ما تراه متحققاً في بيت الشاعر حيث يقول: [وهو مجهود]. فقد اجتمع هاهنا الرابطان معاً: الواو الحالية والضمير [هو].
   ·   ]لا تقربوا الصلاةَ وأنتم سُكارى[ (النساء 4/43)
     في الآية مسألتان، الأولى: أنّ كتب الصناعة حين تعرّف الحال، تصفها بأنها [فضلة]. ونحبّ أنْ ننوّه هنا بأنْ ليس معنى قولهم [فضلة] أنّ المعنى لا يفتقر إليها، ومن ثمّ يصحّ إسقاطها والاستغناء عنها. وإنما معناه أنها ليست عُمدَةً كالفعل والفاعل، والمبتدأ والخبر. يدلّك على ذلك أنّك لو أسقطتها لفسد المعنى أحياناً. واعتَبِر بالآية التي نحن بصددها، فإنّك لو حذفت الحال: [وأنتم سكارى] لفسد المعنى. ومثل ذلك قوله تعالى: ]وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين[ (الأنبياء 21/16) فإنك لو حذفت الحال: [لاعبين] لفسد المعنى.
     والمسألة الثانية: أنّ الواو واجبة هنا قبل الجملة الاسمية. وذلك لوقوع الضمير المنفصل صدراً لها: [وأنتم سكارى].
   ·   ]إليه مرجعُكمْ جميعاً[ (يونس 10/4)
     [جميعاً] حال من الضمير في [مرجعكم]، وهو مضاف إليه. وصاحب الحال يكون مضافاً إليه مطلقاً، بغير قيد. ومنه قولُ مالك بن الريب (شرح ابن عقيل 1/664):
تقول ابنتي إنّ انطلاقك واحداً        إلى الرَّوع يوماً تارِكِيْ لا أبا ليا
     فإنّ كلمة [واحداً]: حال من المضاف إليه، وهو الضمير في [انطلاقك]. وهذا كثير كثير في كلامهم، ولو عمَدتَ إلى الإحصاء لأعجزك ذلك. ومنه الآية: ]أيحبُّ أحدُكم أن يأكل لحم أخيه ميْتاً[ (الحجرات 49/12) فإنّ كلمة: [ميتاً] حال من المضاف إليه [أخ].... ودونك منه شاهداً أخيراً، هو قوله تعالى: ]ونزعنا ما في صدورهمْ من غلٍّ إخواناً[ (الحِجْر 15/47)، فكلمة: [إخوانا] حال من الضمير في [صدورهم] وهو مضاف إليه.
   ·   ]لئن أكله الذئب ونحن عصبةٌ إنّا إذاً لخاسرون[ (يوسف 12/14)
     [نحن عصبة]: جملة حالية، والواو قبلها واجبة، لخلوّ الجملة من ضمير رابط.
   ·   قال الشاعر (شرح ابن عقيل 1/323):
فجاءتْ به سَبْطَ العظام كأنما       عمامتُه بين الرجال لواءُ
     (يصف ابنَه بطول القامة).
     وقد أتى بكلمة [سَبْطَ] حالاً من الضمير المجرور بالباء، وهو: الهاء مِن [به].
   ·   ]يا حسرةً على العباد ما يأتيهم مِن رسولٍ إلاّ كانوا به يستهزئون[               (يس 36/30)
     [إلاّ كانوا]: يجوز قبل الجملة الماضوية المسبوقة بـ [إلاّ] وجهان: مجيء الواو وعدمها. والآية - كما ترى - مما لا واوَ معه بعد [إلاّ]، وجملة [كانوا...] ماضوية.
     ومثل ذلك قوله تعالى ]لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها[ (الكهف 18/49) فجملة: [أحصاها] ماضوية مسبوقة بـ [إلاّ]، وليس بعد [إلاّ] واو.
   ·   قال عليّ كرّم الله وجهه، لكُمَيل بن زياد النخعي:
     [ما مِن أحدٍ أَوْدعَ قلباً سروراً إلاّ وخلق الله له من ذلك السرور لُطفاً]. وفي قوله: [إلاّ وخلق...] جملةٌ ماضوية سبقتها [إلاّ] والواو. وذلك جائز، إذ القاعدة أن الواو يجوز مجيئها وعدمه إذا كانت الجملة ماضوية مسبوقة بـ [إلاّ].
   ·   وقال زهير بن أبي سلمى:
نِعْمَ امرأً هرِمٌ، لم تَعْرُ نائبةٌ      إلاّ وكان لِمُرتاعٍ بها وَزَرَا
     [إلاّ وكان...] هاهنا جملة ماضوية، سبقتها [إلاّ] والواو. وذلك جائز على المنهاج.

     تنبيه: ما قلناه عن جواز مجيء الواو وعدم مجيئها قبل الجملة الماضوية المسبوقة بـ [إلاّ]، ينطبق أيضاً على الجملة الاسمية. ولقد أوردنا آنفاً شاهداً على عدم مجيئها، وهو قوله تعالى: ]وما أهلكنا من قرية إلاّ لها منذرون[ (الشعراء 26/208) وقلنا هناك: متى سُبِقَت الاسمية بـ [إلاّ] جاز بعدها مجيء واو الحال، وجاز عدم مجيئها، فالجملة الاسمية: [لها منذرون] حالية، لم تسبقها واو الحال بعد [إلاّ]، وذلك جائز على المنهاج.
     ودونك من هذا نماذج:
   ·   روى الجاحظ قال: [ما قِلْتُ (من القيلولة) ولا بِتُّ ولا اتّكأتُ إلاّ والكتاب موضوعٌ على صدري]. (الحيوان 1/53)
     قال: [إلاّ والكتابُ...]، فأتى قبل الجملة الاسمية بـ [إلاّ] والواو.
   ·   وقال: [والعصافير لا تقيم في دار إلاّ وهي مسكونة]. (الحيوان 2/262)
     قال: [إلاّ وهي...] فأتى كذلك قبل الجملة الاسمية بـ [إلاّ] والواو.
   ·   قال أبو عمرو بن العلاء لعيسى بن عمر (مجالس العلماء /1): [نمتَ... وأدلج الناس، ليس في الأرض حجازيٌّ إلاّ وهو ينصب].
     قال: [إلاّ وهو...] فأتى قبل الجملة الاسمية بـ [إلاّ] والواو.
   ·   ]قلنا اهبطوا بعضُكمْ لبعضٍ عدوٌّ[ (البقرة 2/36)
     [بعضكم لبعض عدوّ]: جملة اسمية حالية، والذي ربطها بصاحب الحال هو الضمير [كُم]، وأما صاحب الحال فهو الضمير (الواو من اهبطوا). ومعلوم أنّ الرابط قد يكون الضمير وحده، وقد يكون الواو وحدها، وقد يجتمع الرابطان.
   ·   ]والله يَحكُم لا مُعقِّبَ لحكمه[ (الرعد 13/41)
     [لا معقب لحكمه]: جملة حالية اسمية، والرابط هاهنا هو الضمير وحده. أي: الهاء من [لحكمه]، وذلك على المنهاج.
   ·   قال الشاعر:
عهدتك ما تصبو وفيك شبيبةٌ       فما لكَ بعدَ الشيب صبّاً متيَّما
     [ما تصبو]: جملة حالية مضارعية، منفيّة بـ [ما]. ومتى كانت المضارعية منفيّة بـ [ما] أو [لا] امتنع مجيء الواو قبلها.
   ·   قال تعالى ]وتفقّد الطيرَ فقال ماليَ لا أرى الهدهد[ (النمل 27/20)
     [لا أرى]: جملة حالية مضارعية، منفيّة بـ [لا]. وهي شاهد على امتناع مجيء الواو قبلها.
   ·   قال أبو عبيدة بن الجراح وهو يوصي قبل موته:
     [أَقْرِئوا أمير المؤمنين السلام، وأعلموه أنّه لم يبقَ مِن أمانتي شيءٌ إلاّ وقد قمتُ به].
     [إلاّ وقد قمت به]: جملة ماضوية مسبوقة بـ [إلاّ] و[قد]. ويكثر هذا في كلامهم كثرة بالغة. فرأينا الإشارة إليه، وإيرادَ الشواهد عليه.
   ·   فمنه قول عليّ كرّم الله وجهه، في وصفه الطاووس: [وقلّ صِبغٌ إلاّ وقد أخذ منه بقسط]. (نهج البلاغة - د. الصالح /238)
   ·   وقولُه: [ما قال الناسُ لشيءٍ (طُوبَى له) إلاّ وقد خَبَأَ له الدهرُ يومَ سَوْء]. (نهج البلاغة - د. الصالح /526)
   ·   وقولُ هشام بن محمد الكلبي (ديوان حاتم الطائي /140): [فلما كان في بعض الليل لم تشعر به إلاّ وقد أخذ...].
   ·   وقول الخليفة المنصور: [ما أرى صاحبَكم إلاّ وقد غبن صاحبنا].